أ.د. عمر يوسف عبد الغنـيّ حمدان
ملخص البحث
لقد ركّزت الدراسات المعاصرة ذوات العلاقة بـموضوع البحث الـمطروح هنا على الإشكالات التي أُثِيرَتْ حَوْلَ موقفِ الطبريّ من القراءات وكيفيّة تداوله لها وتعامله معها فـي مباحث تفسيره (جامع البيان عن تأويل القرآن (ط) ، لكنّها لـم تسلّط الأضواء بكثافة على ٱثنين من الـمحاور الثلاثة المبنـيّ عليها هذا البحث ، هما الرواية والتأليف فـي القراءات ؛ فلـم تتطرّق إلـى دوره راويًا فـي القراءات ولـم تقف وقفة جديرة على كتابه فـي القراءات مبنًـى وفحوًى ، بل ٱكتفت فـي أحسن الأحوال بالإشارة الـخفيفة إلـى أنّه فـي عداد الكتب الـمفقودة .
أمّا كونه من أصحاب الاختيارات والكلام عن ماهيّة ٱختياره وضوابطه ، فثـمّة مساهمة جليلة بهذا الصدد ، وذلك بالتعويل على موادّ تفسيره المذكور آنفًا . بالطبع لا يـمكن تـمامًا متابعة ٱختياره فـي القراءة من خلال ما أورده من القراءات فـي تفسيره ، لأنّه ذكر فيه فقط «جُـمَلًا من القراءات وٱختلاف القراءة فيما فيه من المصادر واللغات والجمع والتثنية» ولأنّه قال فيه : «إذْ كان الذي قَصَدْنَا له فـي كتابنا هذا البيانَ عن وجوه تأويل آي القرآن دون وجوه قراءتها».
تأتـي مساهمتـي الـمتواضعة فـي هذا الـمحور فـي التنبيهِ على جانِبٍ مُكَمِّلٍ ذي قيمةٍ علميّةٍ ، لَـمْ يُؤْخَذْ بَعْدُ بعَيْنِ الاعتبار ، هو تـحرّي ٱختيارِه ومتابعتُهُ فـي كتب القراءات التي ٱعْتَنَتْ به روايةً وتدوينًا ، كما فـي كتاب الإقناع للأَهْوَازِيّ (ت446ه) ثـمّ ما نقله الـمَرَنْدِيّ (ق6ه) منه فـي كتابه (قُرَّة عَيْنِ القُرَّاء) (خ) ، وذلك من باب المقابلة والمقارنة وزيادةً فـي الـمُدَارَسَةِ والـمُبَاحَثَةِ .
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل