إن سمو النفس وشموخها يتمثل فيما تتحلى به من سمات ذاتية قائمة في كيانها منبثقة مما ألهمها الله من التقوى ، تتجسد بمنظومة متكاملة من عناصر بناء الإنسان العقلية والنفسية التي دعا إليها القرآن. وتشتمل عناصر بناء النفسية على مكارم الأخلاق التي رسم القرآن منهاجها وبين حدودها وأقام لها المثل العليا متمثلة بمن جعلهم الله قدوة حسنة للقاصدين ومنارات هدى للسائرين، يمكن أن تنظر إليها متكاملة في منظومة أخلاقية قرآنية شاملة ، أو تنظر إليها مجزأة في كل خلق كريم من مكوناتها التي أوفاها القرآن الكريم بيانا.
وهذا البحث يسلط الضوء على واحد من مجاميعها متمثلا في خلق العفة الكاشف عن عزة النفس وترفعها وضبطها من داخلها برصيد وافر من التقوى، يتناول بيان مفهوم خلق العفة وأهميته ، والتوجيه إلى تحقيقه من جانب نظري توجيهي، ومن جانب عملي تطبيقي.
ويهدف إلى الكشف عن مدى عناية القرآن الكريم بالأخلاق ومدى تلاحمها مع العقيدة ، وكيف أشاد بمكارم الأخلاق وأهلها، ونصب للخلق نماذج إنسانية عالية الشأن تكون موضع الأسوة الحسنة، ولتكون زادا وحصنا وعدة للمؤمن يصارع بها في خضم التيارات المادية التي تسعى لمسخ الصورة الإنسانية الكريمة لتهوي بها إلى دركات من الفجور والسقوط، فتكون طريقه إلى النصر.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل