ملخص البحث:
هذه مفردة في القراءات الشاذة ، تنشر لأوّل مرّة، ضمّت بين دفتيها ذِكْرَ ما خالف به أبو سعيد الحَسَن البَصْرِي ،أبا عمرو بن العلاء المازني برواية الدوري عن اليزيدي عنه ،غير ما اتفقا عليه وما لا خلاف فيه .
وهي واحدة من إحدى عشرة مفردة كان قد وضعها المقرئ الشهير أبو علي الحسن بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي ، ت 446هـ ، قبل ما يقرب من ألف عام، بيد أن معظم هذه المفردات ، لطول العهد قد فُقِدَ، ولم يصل إلينا منها سوى اثنتين، إحداهما هذه المفردة،والثانية مفردة ابن محيصن، وهي أول كتاب يصل إلينا يجمع بين دفتيه قراءة الحسن البصري ،مرويةً بسند متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنها تستحق العناية والاهتمام، نظراً لقدمها ،وتفرّد مادتها ، وندرة نسخها ،وشهرة مؤلفها الموصوف بعلو الإسناد ،وحسن التصنيف , وهي أصل من الأصول ، اعتمد عليها كثير من المفسرين واللغويين والقراء .
لذا أجهدت النفس في تحقيقها تحقيقاً علمياً رصيناً ، خدمة لكتاب الله وطلابه ،فضبط النصّ ووثقته، وخرّجت الآيات ورقمتها ،وعرّفت المصطلحات ،وترجمت للأعلام ، وقدمت لها بدراسة وافية لحياة المؤلف ، ودرست النص فوثقت العنوان ،وأكدت النسبة ،وبيّنت المنهج ، وسألتُ اللهَ جلَّ في عُلاه؛ أَنْ يَنفعَ بها،ويغفرَ لمؤلفها ،ومحققها ،وناشرها ،وقاريها ،إنه أكرم مسؤول ،وأفضل مأمول.