لمّا كان الله عز وجل هو المالك الحقيقي لهذا الكون، والخالق له وحده، كان له الأمر كما كان له الخلق، قال تعالى ( الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) (الأعراف:54)، وقد خلق الله الجن والإنس وكلّفهم بعبادته، ولم يكلفهم بشيء سواها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين). (الذاريات:56-58)، ولذلك جعل العبادة هي الأساس لدخولهم الجنة أو النار يوم القيامة؛ فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
ومع أن هذه القضية واضحة في كتاب الله وضوح الشمس في رابعة النهار، إلا أنه وُجِد من أبناء المسلمين – المتأثرين بالشبهات التي تُبَث في الشبكة العنكبوتية – من يجادل في هذه الحقائق والمسَلَّمات، فيشكك في استحقاق الكفار النار، وخاصة أهل الكتاب، بدعوى أنهم أهل كتاب منزل، ويستشهد بآيات قرآنية أنزلها في غير مواضعها، خبثاً أو جهلاً، إضافة إلى ما رآه من أثر إيجابي للكفار في حياته المادية؛ حيث كان لهم الفضل بعد الله في صناعة وسائل المواصلات والتنقل المختلفة، ووسائل الاتصالات والتواصل المعقدة، بل صناعة ما يعيننا على طاعة الله.
وهذا البحث دراسة قرآنية للأسباب التي استحق الكفار – بمن فيهم أهل الكتاب- من أجلها دخول النار، ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وإن الله ليسمع عليم) (الأنفال:42)، والرد على الشبهات المثارة حول استشكال استحقاقهم للنار مع أثرهم الإيجابي في حياة الناس المادية.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل