ولد الشّيخ محمّد الشّريف بن يالوشة بتونس سنة (1260هـ /1844م)، التحق للدّراسة بجامع الزّيتونة، فتلقّى العلوم النّقليّة والعقليّة واللّغويّة على كبار الشّيوخ كالمفتي المالكيّ عمر بن الشّيخ، ومحمّد المكّي بن عزّوز النّفطيّ المحدّث المقرئ الفلكيّ الفرضيّ المسند، ومحمّد البشير التّواتيّ شيخ القرّاء بالدّيار التّونسية، فكان موسوعيّ الثّقافة، إلاّ أنّه تخصّص في القراءات ونبغ فيها، فأسندت إليه مشيخة القرّاء بالجامع الأعظم، وتخرّج على يديه كبار الطّلبة المتقنين كإبراهيم المارغني، وعمّار بن صميدة الخيّاطي، والصّادق الاسود، والمختار المؤدّب.. توفّي رحمه الله تعالى سنة (1314هـ/ 1896م). من مؤلّفاته: تحرير الكلام في وقف حمزة وهشام، والفوائد المفهّمة في شرح المقدّمة..
والكتاب هو شرح مختصر لمقدّمة ابن الجزريّ في التّجويد، اعتمد الدّقّة في اختيار ألفاظه، وتجنّب فيه الأسلوب الوثوقيّ الجازم بامتلاك الحقيقة، فلا يسرع بالتّدارك على النّاظم، بل يبحث له عن وجه مسوّغ، ويسعى إلى إقناع الطّلبة بتنبيههم إلى فوائد ودقائق، ولم يخل شرحه من أحكام فقهيّة وأصوليّة، مع اهتمام لا يخفى بالنّواحي الإعرابية، وتحقيق دقيق في مباحث صوتيّة، وعرض ناقد لمختلف المدارس في ذلك. كما تبدو أهمّيّة الكتاب في تحذيره المستمرّ من الوقوع في أخطاء التّلاوة، وخاصّة في مخارج الحروف وصفاتها، وذلك دفعا منه للطّلبة كي يتقنوا قراءة القرآن الكريم، فهو يبيّن الخطأ ويبيّن كيفية إصلاحه. وقد اعتمد في هذا الكتاب على مراجع ومصادر علميّة موثوقة في مختلف المعارف الإسلاميّة.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل