للدكتور/ حميد المساوي
ملخص البحث
هذه الدراسة، هي محاولة للكشف عن وجه من وجوه الإعجاز البياني في القرآن الكريم، وهو هذا التناسب العجيب الذي يُؤَلّفُ بين آياته وسوره، والذي يعد من خصائصه الأسلوبية والبيانية، وذلك وفق منهج وصفي تفسيري يقوم على دراسة القصص الواردة في سورة مريم وفق ثلاثة مستويات أساسية:
المستوى الأول: يخص البحث في التناسب اللفظي في القرآن، المتمثل في حسن استعارة الكلمات البليغة، والنكت العجيبة، والتأليف بينها بالتحويل والإسناد، ومنه العدول عن اللفظ إلى ما هو أبلغ منه لسبب من الأسباب، كالتأدب في المناصحة، ومنازعة الخصم وترهيبه، ومنه الحذف، وهو مذهب لطيف، فيه من دقيق الصَّنعة، وجليل الفائدة، ومنه تجانس الاشتقاق، وهو لون من ألوان المشاكلة اللفظية.
المستوى الثاني: يُعنى بالبحث في التناسب المعنوي، الذي يقوم على التنويع والافتنان في أساليب الخطاب وطرق التعبير عن المعنى، بين الخبر، والإنشاء، والتكلُّم، والمخاطبةِ، تَبعا لتنوع المواقف والعوالم التي يجسدها النص القرآني، كما يقوم أيضا على التناسب بين موضوع السورة وفاتحتها (براعة الاستهلال)؛ حيث يستهل المتكلم خطابه بما يتناسب مع موضوعه ومقصده، والتناسب بين موضوع السورة وخاتمتها، وبين القصة وموضوع السورة؛ حيث يرد ذكر القصة على حسب ما يتناسب مع مضمون السورة.
المستوى الثالث: تحدثنا فيه عن التناسب الصوتي في القرآن الكريم، المتمثل في التكرار، والعدول عن بعض الصيغ اللغوية إلى أخرى، كالعدول في القراءة عن المهموز إلى غيره، ووقوع المفعول موقع الفاعل.
وقد خلصنا من خلال هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج يمكن أن نجملها في الآتي:
أولا: يشكل التناسب جانبا مهما من بلاغة الخطاب القرآني، تتوقف عليه معرفة علل الترتيب وأسباب الاختيار، ومقاصد الآي والسور.
ثانيا: البحث في التناسب البياني يمكن الباحث من حل القضايا اللغوية الشائكة المرتبطة بفهم الخطاب القرآني، ويتيح له إمكانية استعمال القرائن الدالة على المعنى.
ثالثا: يتحقق التناسب القرآني بواسطة الاختيار الدقيق للكلمات، ووضعها الموضع الصحيح من القول.
الكلمات المفاتيح: التناسب، التعبير، التجانس، الخطاب القرآني، المعنى، بلاغة.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل