الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين, أما بعد:
فمسألة الهمز من المسائل المهمة, لما للهمز من حضور كبير يقف عليه من يقلب صفحات أي من كتب النحو واللغة والقراءات, ككتاب سيبويه, وكتاب الخصائص لابن جني, وكتاب الحجة للقراء السبعة لأبي علي الفارسي. على أن هذه المسألة أحدثث خلافاً بين القراء والنحاة دفع كلاً من الفريقين إلى تخطئه صاحبه, أو رميه بالوهم ونسبته إلى التخليط وعدم الضبط. وقد حاولت في هذا البحث أن أتتبع منشأ المشكلة, التي رأينا أنها ابتدأت من عند سيبوية, وأن أضع النقاط فيها على الحروف, من خلال الرجوع إلى كتب كل من الفريقين, وتتبع أقوالهم, والمقارنة بينها.
وقد اكتفيت بذكر حالات الهمزة عند القراء, وعزفت عن الخوض فيها عند النحويين, لما في ذلك تطويل, ولأن الهمزة عند القراء في نقطة الدائرة وموضع الخلاف, أما القول فيها عند النحاة فمبسوط في كتبهم, وهو من القارئ الحصيف على طرف الثُّمام.
على أنني اجتهدت أن يكون ذكرى الهمزة عند القراء من الوضوح والحصر بما يعين القارئ على الوقوف على سبب الخلاف ومواضعه, مع التمثيل لذلك قدر المستطاع.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل