تُعدُّ ظاهرة القلقلة أحد الظواهر الصوتية البارزة في تلاوة القرآن الكريم- التي عُنِي بها علم التجويد – والتي تمثِّلُ مظهراً من مظاهر فصاحة ألفاظه، كما تمثِّلُ مظاهراً من مظاهر الحِفظ التي كفلها الله تعالى لكتابه؛ ليبقى اللفظُ القرآني بمنأى عن التحريف الصوتي /اللفظي مهما تطاول الزمان، وتطورت اللغات، وتداخلت اللهجات قال تعالى:﴿إِ نا نَحْنُ نَزلْنَا الذِّكْرَ واِ نا لَوُ لَحَافِظُونَ ﴾ (الحجر:9) حيث تكفل هذه الظاهرة الصوتية للفظ القرآني نُصوعًا صوتيًّا وأمنًا من البس في المعنى؛ لأنها تُعنى بطريقة نطقه ،وتلك هي الفصاحة في أبسط معانيها .
وقد أظهرت نتائج الدراسة عدة حقائق منها:
– أن ظاهرة القلقلة تعمل على التخلص من الثِّقل في النُّطق بحروف القلقلة السواكن، وذلك عن طريق اتباعها بصُويت /حركة خفيفة تمثلت في صوت القلقلة، مما يوفر قداًر من الطاقة الصوتية الأمر الذي يحقق اللفظ القرآني- حال التلاوة – نوعًا من الخفة عمى اللسان والأذن معًا ، هذه الخفة التي هي أحد وجوه الفصاحة.
– أن ظاهرة القلقلة يُحتًرزُ بها عن تقرِيبِ حرف من حرف أو صوت من صوت؛ بحيث لا يشتبه – على السامع- بما يجاوره عند اللفظ به, الأمر الذي يحقق اللفظ القرآني أكبر قدر من الانسجام الصوتي والنصوع في التلفظ حال تلاوته, فيجعله بمنأى عن التنافر الصوتي الذي يبعده عن الفصاحة.
– أن ظاهرة القلقلة تعمل على أمن اللبس في أصوات اللفظ القرآني, ومن ثم أمن اللبس في فهم المعنى لدى السامع حال التلاوة؛ حيث تؤدي قلقلة الحروف الخمسة (قطب جد) إلى عدم اشتباهها بغيرها مما قد يشترك معها في المخرج أو الصفة, الأمر الذي يسلم معه اللفظ من اللبس في المعنى, ويخلص مما يشوب بيانه ووضوحه لدى المتلقي, وتلك هي الفصاحة في أبسط معانيها.
– الكلمات المفتاحية: القلقلة – الفصاحة.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل