ملخص البحث:
يكشف البحث عن مشروع ذي بال، كان بعد مرور نصف قرن على مشروع المصاحف الأول، وكان متمماً له، وقد انعقد في واسط بين عامي (84-85ﻫ) بمبادرة من الحجاج بن يوسف الثقفي -والي العراقين آنذاك- المتوفى سنة (95ﻫ)، وقد تلقى دعماً من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأشرف عليه الإمام الحسن البصري الذي رأس لجاناً مختصة ضمت لفيفاً من الحفظة والقَرَأة والكَتَبة.
وأشار الباحث بعد المقدمة إلى دوافع المشروع، وكان في مقدمتها ترسيخ وحدة النص القرآني التي بدأها الخليفة عثمان رضي الله عنه، وتحدَّث الباحث عن صاحب المبادرة وهو الحجاج، وأجاب عن أسئلة منها: أين، ومتى انعقد المشروع؟ ومن هم الأعلام الذين شاركوا فيه؛ بناء على الكفاءات العلمية التي تمتع بها أصحابها؟
ثم فصَّل الباحث في أهداف المشروع، ومنها: إعجام الحروف المشتبهة، وعدّ كلمات القرآن وحروفه وآيه، وبيان رؤوس الآي، ووضع علامات التخميس، والتعشير، وتجزئة القرآن إلى أجزاء مختلفة، وذكر الباحث أنه على إثر تحقيق هذه الأهداف تم في إطار هذا المشروع وضع كتاب في القراءات وكتاب في العدد. وناقش الباحث الروايات التي تَنْسُب إلى الحجاج تغييراً في مصحف عثمان وتحصره في أحد عشر حرفاً، واستعرض هذه الروايات وقوَّمها بميزان النقد، وانتهى الباحث إلى أن مشروع المصاحف الثاني يعد مكملاً للمشروع الأول الذي أنجز في العهد النبوي وعهد الخلافة الراشدة، إذ أكمل أموراً لم يتم إنجازها قبل، ولم ينشغل بمساهمات أنجزت في المشروع الأول نحو توحيد النص القرآني، وتحديد ترتيب السور وعددها، ثم أشار الباحث إلى مصير المشروع الثاني بعد التقلبات السياسية التي شهدتها الدولة الإسلامية.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل