د. زينب بنت عبدالمحسن العباد البدر
ملخص البحث
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، وبعد..
فإن الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه الكريم، وقيَّض له من العلماء في كل زمان من ضبطوا عدد آياته، ونزوله المكاني والزماني، وما نزل منه أولًا وما نزل آخرًا، وقد اشتهر عند أهل العلم أن أول نازل من القرآن الكريم على الإطلاق صدر سورة العلق؛ لكن يُشكل عليه ما روي في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن أول نازل صدر سورة المدثر، ولهذا فقد وجَّه العلماء قول جابر بعدة توجيهات، وفي هذا البحث قامت الباحثة بتتبع ألفاظ حديث جابر وطرقه، وجمع أقوال العلماء في توجيهه، ومناقشة هذه الأقوال وبيان الأقرب منها إلى الصواب.
ومما قيل في توجيهه: أن جابرًا إنما قال ذلك باجتهاده وهذا غير مسلّم؛ لأن هذا الأمر مما لامجال للاجتهاد فيه، ولتصريح جابر بأن هذا غاية ما سمعه من النبي r حول بدء الوحي. كما وجّهه بعضهم بعدة توجيهات أخرى مدارها على أولية مخصوصة، بينما حديث جابر صريح في أن المقصود الأولية المطلقة. وقد توصلت الباحثة إلى أن الأقرب إلى الصواب -والله أعلم- أن جابرًا سمع آخر حديث النبي r عن خبر بدء الوحي ولم يسمع أوله، فحدث بما سمع، بينما سمعت عائشة أوله فأخبرت به، فقولها مقدم على قول جابر رضي الله عن الجميع.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل