مازالت سيرة الكثير من أعلام الأمة الأوائل لا زالت طي النسيان، ومازال الكثير من نتاجهم العلمي كذلك، ذلك لكثرة ما فقد من تراث الأمة الإسلامية على مرّ العصور، ومازالت الأيام تطالعنا بما هو جديد من هذا التراث العظيم، مما يستوجب على المختصين أن يهتموا به، وأن يسلطوا عليه الضوء لبثّ روح الحياة فيه، – بإذن الله- من جديد، لكي ينتفع به الباحثون المهتمون من أبناء الأمة الإسلامية.
وغاية هذا البحث المساهمة في حلّ ما تيسّر حلّه من آثار تلك المشكلة، من خلال التعريف بعَلم من أعلام القرن السادس الهجري ، كانت قد أغفلت ذكره المصادر، وهو الفقيه المقرئ عبد المجيد بن شداد التميمي، والتعريف بأثرين مهمين من آثاره في القراءات، لم يسبق لهما أن رأيا النور من قبل، ولم يعرّف بهما أحدٌ من الباحثين، هما اختيار أبي جعفر يزيد من القعقاع المدني، وقراءة أبي عمرو البصري.
وقد اقتضت خطته أن تكون في أربعة مباحث، ترجمت في الأول منها لابن شداد، وأفردت الثاني والثالث لدراسة الكتابين، و الرابع لسمات منهج المؤلف.
أما من حيث النتائج التي قدّمها هذا البحث لأهل العلم فأهمها بناء ترجمة لعالم فذّ من علماء القراءات لم يسبق لأحد أن تناول ترجمته من القدامى والمحدثين، ثم التعريف بأثرين مهمين من آثاره كانا في عداد المفقودات إلى وقت قريب، ولم يدرسا من قبل أيضاً، إذ وصلتُ من خلالهما إلى أهم الخصائص التي يمتاز بها منهج المؤلف، ليكون ذلك عوناً للباحثين في الكشف عن المفقود، والإفادة مما هو موجود.
لتحميل الملف أنقر هنا تنزيل