مَسْأَلَتَانِ في الإعْرَابِ والوَقْفِ، لأَبِي محمَّد مَكّي بنِ أَبي طالبٍ القيسيّ (ت: 437هـ)
للدكتور/ هادي أحمد فرحان الشجيريّ
ملخص البحث
تضمن هذا البحث تحقيق مسألتين للإمام مكي بن أبي طالب القيسي، (ت: 437هـ)، وقد كانت هذه المسائل في عداد مؤلفاته المفقودة، وقد حققت هذه المسائل على نسخة فريدة من ألمانيا.
أمّا المسألة الأُولى فكانتْ في إعْرابِ (اللّامِ) منْ قولِه تعالَى: ﭽ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﭼ، وقدْ جمعَ الإمامُ مكّي ما انتهى إليهِ من أقوالِ العلماءِ في هذهِ المسألةِ، فبلغتْ ثمانيةَ أقوالٍ، ثمَّ استوفى كلَّ قولٍ منها بالشَّرحِ والبيانِ بما لا مَزِيدَ عليهِ، ثمَّ بيَّنَ منزلةَ كلِّ قولٍ من القوّةِ والضَّعفِ، وما دخَلَه النقضُ وما سَلِمَ منهُ، ثمَّ تدرَّج في بيانِ المُختارِ منْ تلكَ الأقوالِ، فقدَّم الأقْوى معَلَّلاً، ثمَّ ما دونَهُ في القوَّةِ.
وأمَّا المَسْألةُ الثانيةُ فهيَ فيْ جوازِ الوقفِ علَى قولِه تعالَى: ﭽﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭼ ، والابتداءِ بمَا بعدَهُ، وهو قولُهُ: ﭽ ﭙ ﭚ ﭛﭼ . وهذهِ المسْألةُ جمعتْ بينَ الإعرابِ والوقْفِ، فالوقفُ يؤثّرُ في الإعرابِ، والإعرابُ يؤثِّرُ في الوقفِ، فابتدأَ المَسْألةَ بوجوهِ الإعرابِ المُحْتَمَلةِ لجُمْلَةِ (تُلْقُونَ)، وتبعاً لكلِّ وجهٍ يتحدَّدُ الوقفُ ونوعُه، من الجَواز وعدمِه، والحُسْنِ وغيرِهِ، كما ستلقاهُ مفصَّلاً في ثنايَا هذا الكتابِ.